البنـَـاء الــرّقمي لآيات القرآن الكريم
لتي كانت سبباً في إيمان الكثير من المشركين .
ففي ذلك العصر تجلّت معجزة القرآن بشكلها البلاغي لتناسب عصر البلاغة والشعر. وليكون لها الأثر الكبير في هداية الناس إلى الإسلام. وكلّنا يذكر قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما سمع آياتٍ من سورة (طه)، فأثّرت فيه بلاغة كلماتها، وأدرك من خلال هذه البلاغة أن القرآن هو كلام الله عز وجل، فانقلب من الشِّرك والضلال إلى التوحيد والإيمان! هذا هو تأثير المعجزة البلاغية على من فهمها وأدركها ورآها.
وعندما جاء عصر المكتشفات العلميّة تمكّن العلماء حديثاً من كشف الكثير من أسرار هذا الكون، وكان للقرآن السّبْقُ في الحديث عن حقائق علمية لم يكن لأحدٍ علميٌ بها وقت نزول القرآن، وهنا تتجلّى معجزة القرآن بشكلها العلمي لتناسب عصر العلوم في القرن العشرين. وربما نسمع من وقت لآخر قصة إسلام أحد الملحدين بسبب إدراكه لآية من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله عز وجل .
ومن هؤلاء أحد أكبر علماء الأجنّة في العالم (كيث مولر)، وذلك عندما أمضى عشرات السنين في اكتشاف مراحل تطور الجنين في بطن أمّه ، وبعد أن قدّم مراجع علمية دُرّست في كبرى الجامعات عن اكتشافاته المذهلة، إذا به يفاجأ بأن القرآن الكريم قد تحدث عن هذه المراحل بدقة تامة قبل أربعة عشر قرناً!! فأدرك عندها بلغة العلم أن القرآن ليس من عند بشر بل هو كلام ربّ البشر سبحانه وتعالى! وهذا هو تأثير الإعجاز العلمي على من يدركه ويفهمه ويراه .
واليوم ونحن نعيش عصراً جديداً يمكن تسميته بعصر التكنولوجيا الرقمية نتساءل: هل يمكن أن يحوي هذا القرآن معجزة رقمية تناسب عصر الأرقام في القرن الواحد والعشرين؟ وهل يمكن لهذه المعجزة أن تقنع رؤوس الإلحاد في عصر العولمة بأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، بلُغَتهم التي يتقنونها جيداً– الأرقام ؟
والجواب عن هذا التساؤل سيكون موضوع بحثنا هذا حيث تتجلّى أمامنا ولأول مرة حقائق رقمية تثبت بشكل قاطع وجود بناء رقميّ لآيات القرآن العظيم، هذا البناء المُحكََم يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته. ومن جديد تبرز عدة أسئلة مثل: ما هو الهدف من وجود هذا البناء في القرآن، ولماذا الرقم سبعة، وهل يعجز البشر فعلاً عن الإتيان بمثل هذا البناء المذهل ؟
يجيب البحث عن هذه الأسئلة وغيرها بمنهج علمي مادي. وقبل أن نبدأ بتعريف البناء الرقمي القرآني، يجب أن نؤكّد وبقوّة أن معجزات القرآن البلاغيّة والعلميّة والتشريعيّة والغيْبيّة....وغير ذلك من وجوه الإعجاز، لازالت مستمرة ومتجدّدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وما المعجزة الرقمية الجديدة التي نراها اليوم ونلمسها، إلا قطرة من بحرٍ زاخرٍ بالمعجزات والعجائب والأسرار- إنه بحر القرآن العظيم الذي قال عنه حبيبنا محمّد صلوات الله عليه وسلامه: (ولا تَنقَضي عجائبُه)، وما البناء الرقمي هذا إلا عجيبة من عجائب القرآن في عصر الأرقام والحاسات الرقمية.
ما هو البناء الرقمي لآيات القرآن ؟
يتميّز كتاب الله تعالى بأنه كتاب مُحكَم، فكلّ آية من آياته تتميّز ببلاغة كلماتها ودقّة معانيها وقوّة أسلوبها، بالإضافة إلى ذلك هنالك إحكام مذهل في تكرار الكلمات والحروف! إذن نستطيع القول بأن :
البناء الرقمي القرآني هو العلاقات الرقمية بين حروف وكلمات وآيات وسور القرآن الحكيم، والتي لا يمكن لأحدٍٍ أن يأتي بمثلها، والتي وضعها الله في كتابه لتكون برهاناً ماديّا ملموساً لأولئك الماديين، يتبيّن لهم من خلالها صدق كلام الحق جلّ جلاله، ولتبقى الحقيقة الخالدة: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53).
وسوف نرى أن كل آية من آيات القرآن تتميّز ببناء خاص بها ، وأن وجود هذه الأبنية المُعجزة هو دليل على أن القرآن كلام الله تعالى، وليس كما يدّعي الملحدون أنه كلام محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهو دليل على صدق رسالة الإسلام للناس كافّة وصدق رسول السلام عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
ولكن قد يسأل سائل عن فائدة هذه الدراسة بالنسبة للمؤمن الذي يعلم بأن القرآن كتاب الله؟ وقبل أن نستعرض فوائد هذا العلم الناشئ ينبغي علينا أن ندرك بأن القرآن وإن كان كتاب هداية فإن الهداية تتخذ أساليباً وأنواعاً، ومثل هذا البحث هو نوع من أنواع التثبيت والهداية، فقد تكون لغة الأرقام أحياناً أشد تأثيراً وأكثر إفصاحاً من لغة الكلام!!
الفوائد التي يقدمها هذا العلم
يعدّ الإعجاز الرقمي أسلوباً جديداً للدعوة إلى الله تعالى بلغة يفهمها جميع البشر على اختلاف لغاتهم، والمؤمن هو من سيقوم بإيصال هذه المعجزة لغير المؤمن، لذلك ينبغي عليه أن يبحث دائماً عن أي معجزة جديدة في كتاب ربه. وخصوصاً إذا علمنا بأن القرآن يدعو إلى تأمل التناسق في كلام الله تعالى، والتفريق بينه وبين التناقض والاختلاف، وتأمل معي هذه الدعوة الموجّهة لكلٍ منا: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)، أليس فيها إشارة واضحة لتأمل التناسق والنظام القرآني، وتمييزه عن العشوائية الموجودة في كلام البشر، لنستيقن بأن هذا القرآن كلام الله؟
وما الإعجاز الرقمي إلا وسيلة لمعرفة المزيد من أسرار القرآن ، لنزداد إيماناً بمنزّل القرآن سبحانه وتعالى، ووسيلة يمكن للملحد من خلالها أن يرى نور الحق واليقين بخالق السّماوات السّبع تبارك وتعالى.
وحيث تعجز لغة الكلام في الإجابة عن كثير من الأسئلة مثل: لماذا كُتبت كلمات القرآن بطريقة تختلف عن أي كتاب في العالم؟ وما هي أسرار الحروف التي في أوائل السور؟ ولماذا تتكرر القصة ذاتها في العديد من السور؟
عندها تأتي لغة الأرقام لتقدم البراهين المادية لكل ملحد ، بأن هذا الكتاب العظيم لا يحوي طلاسم أو تكرارات، بل هو كتاب الحقائق والمعجزات، وأن هذا الرسم المميّز لكلمات القرآن والحروف التي استُفتحت بها بعض السور هي من دلائل إعجاز القرآن، الذي وصفه ربّ العزّة بقوله: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42).
إن الإعجاز الرقمي الصحيح يجعلك تمتلك حُجّة قوية على كل من ينكر آيات الله تعالى !!
فالمُلحد يطلب دائماً الأدلة والبراهين المادية على صدق القرآن، فعندما نقدّم لهذا المُلحد الحقائق الرقمية اليقينيّة على وجود نظام مُحكَم في كتاب الله تعالى، ونوجّه إليه سؤالاً واحداً: ما هو مصدر هذه الحقائق، وهل يمكن لمصادفة عمياء أن تنتج نظاماً بديعاً كهذا؟
فإذا أصرّ على أن هذه الإعجازات هي محض مصادفات، عندها نقول له كما قال الله تعالى لأولئك الذين يدّعون أن القرآن قولُ بشر مبيّناً عجزَهم أمامه: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (الطور:34)، وعندها لابدّ أن يدرك ولو في قرارة نفسه أن القرآن كلام الله عزّ وجلّ، وذلك بسبب عجزه عن تقليد هذا النظام العددي أو الإتيان بمثله، وقد عجز من قبل عن الإتيان بمثل بلاغته وبيانه وعلومه تشريعه.
المنهج العلمي والشرعي للبحث
يقوم أي بحث علمي قرآني على ثلاثة عناصر وهي:
[معطيات البحث – طريقة معالجة هذه المعطيات – نتائج البحث]
وحتى يكون البحث مقبولاً ويطمئن القلب إليه يجب أن يوافق العلم والشرع، أي يجب أن يحقق الضوابط التالية لكل عنصر من عناصره:
1- معطيات البحث: يجب أن تأتي من القرآن نفسه، ولا يجوز أبداً أن نُقحم في كتاب الله عزّ وجلّ مالا يرضاه الله تعالى. وفي بحثنا هذا نعتمد حروف وكلمات وآيات وسور المصحف الإمام ( برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني )، مع التذكير بأن جميع قراءات القرآن فيها معجزة رقمية مذهلة. أما الأعداد الواردة في بحثنا هذا فقد قمنا باستخراجها من داخل القرآن، ولم نأتِ بأي رقم من عندنا . لذلك يمكن القول إن معطيات هذا البحث ثابتة ثبات القرآن نفسه .
وهذه المعطيات: هي عدد حروف، عدد كلمات، عدد آيات، عددسوَر، هذه الأعداد يمكن لأي واحد منا أن يتأكد منها بسهولة وفي لحظات معدودة، لذلك هي معطيات يقينيّة مرئيّة.
2- طريقة معالجة المعطيات: يجب أن تكون مبنيّة على أساس علمي، ومن خلال الدراسة العلمية الطويلة والمركزة لآيات اقرآن تبيّن أن طريقة صفّ الأرقام هي المناسبة لكشف البناء الرقمي في القرآن الكريم. وهذه الطريقة تحافظ على تسلسل كلمات القرآن ، بينما طريقة جمع الأرقام لا تراعي ذلك.
وفكرة هذه الطريقة بسيطة للغاية، فهي تقوم على عدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية، وقراءة العدد الناتج كما هو دون جمعه أو طرحه أوضربه، وسوف نرى أن جميع الأعداد الناتجة هي من مضاعفات الرقم سبعة .
3- نتائج البحث: أما نتائج البحث القرآني فيجب أن تمثّل معجزة حقيقيّة لا مجال للمصادفة فيها . وفي بحثنا هذا سوف نعيش من خلال الأمثلة التالية مع حقائق رقمية دامغة لايمكن لعالِم أو جاهل أن ينكرها، ولا يمكن مطلقاً أن تكون قد جاءت على سبيل المصادفة، وهذا ما سوف نثبته يقيناً باستخدام قانون الاحتمالات الرياضي.
ويجب أن نؤكد بأن لغة الأرقام القرآنية ليست هدفاً بحد ذاتها، إنما هي وسيلة لرؤية البناء المُحكَم لآيات القرآن الذي وصفه الله تعالى بقوله: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1) .
وسوف ننطلق في بحثنا هذا من معطيات ثابتة ثبات القرآن نفسه، وهي عدد الحروف والكلمات وعدد السور والآيات. وعندما نعالج هذه الأرقام بطريقة صفّ الأرقام سوف نحصل دائماً على أعداد من مضاعفات الرقم سبعة! ولكن السؤال: لماذا طريقة صفً الأرقام؟
ميّزات هذه الطريقة
إن الله عزّ وجلّ قد رتّب كلمات كتابه بتسلسل محدّد ، ولا يجوز أبداً تغيير هذا التسلسل، لذلك ينبغي دراسة الأرقام التي تعبّر عن هذه الحروف بحيث نحافظ على تسلسلها. فكما أنه لكل كلمة من كلمات القرآن مَنْزِلة، يجب أن يكون لكل رقم مَنْزِلة أيضاً.
وهذه هي طريقة صفّ الأرقام ، فإذا ما درسنا كل آية من آيات القرآن بهذه الطريقة فسوف نكتشف بناءً مذهلاً يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته! ولكن لكل آية بناءٌ خاص بها، وهذا ما يزيد المعجزة تنوّعاً وروعة وجمالاً ويجعل العقول حائرة أمام جلال هذا البناء وعَظَمَة ترتيبه وإحكامه.
ولكي تتراءى أمامنا ملامح هذا البناء المعجز نلجأ إلى بعض الأمثلة بما تسمح به صفحات هذا البحث، ولا ننسى بأن الإعجاز يشمل جميع آيات القرآن وجميع قراءاته رسماً ولفظاً، ويجب ألا يغيب عنا بأن القرآن مليء بالحقائق الرقمية، ولكن ... أين من يبحث ويتدبّر ويتفكّر..؟
هل هذه مصـادفات؟!
المنطق العلمي يفرض بأن المصادفة لايمكن أن تتكرر دائماً في كتاب واحد، إلا إذا كان مؤلِّف هذا الكتاب قد رتّب كتابه بطريقة محددة. والتوافقات التي سنراها الآن مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تبارك وتعالى قد رتب كتابه بشكل يناسب هذا الرقم، ليدلنا على أن هذا القرآن مُنزّل من خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى.
وللرقم سبعة حضور في حياتنا وعباداتنا، فالسماوات سبع، والأراضين سبع، والأيام سبعة، وطبقات الذرة سبع، ونحن نسجد لله على سبع، ونطوف حول الكعبة سبعاً، ونسعى بين الصفا والمروة سبعاً، ونرمي إبليس بسبع، وأُمرنا بسبع، ونُهينا عن سبع، والموبقات سبع، والذين يظلّهم الله في ظله سبعة، وأبواب جهنم سبعة، ونستجير بالله منها سبعاً، وأُنزل القرآن على سبعة أحرف، .....وأشياء يصعب حصرها، بشكل يضع هذا الرقم على قمة الأرقام بعد الرقم واحد والذي يعبر عن وحدانية الله تعالى، فهو الواحد الأحد.
وسوف نرى بأن الرقم واحد هو الأكثر تكراراً في القرآن، ثم يأتي بعده مباشرة الرقم سبعة. وقد يكون في ذلك إشارة لطيفة إلى وحدانية الخالق أولاً وقدرته في خلقه ثانياً. يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)(الطلاق:12).
والآن تأمل معي هذه الحقائق اليقينيّة الثابتة:
1-عدد السماوات التي خلقها الله تعالى سبع، ولو بحثنا في القرآن عن كلمة (السّماوات) نجد أنها ارتبطت مع الرقم سبعة تماماً سبع مرات!! فقد تكررت عبارة ( سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) و (السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ) في القرآن كله سبع مرات بالضبط بعدد هذه السماوات!!
2-ولو بحثنا لوجدنا أن الرقم سبعة هو أول رقم ذُكر في القرآن من بين جميع الأرقام، وذلك في قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29).
3-ولو بحثنا عن تكرار جميع أرقام القرآن لوجدنا أن الرقم سبعة هو أكثر رقم تكرر في القرآن بعد الرقم واحد (فقد تكرر ذكر الرقم 7 ومضاعفاته في القرآن كله 27 مرة).
4-ولو تأملنا أول سورة في كتاب الله تبارك وتعالى لوجدنا سورة الفاتحة، وهي سبع آيات، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هو واحد وعشرون حرفاً، أي من مضاعفات السبعة (21=7×3).
والشىء المبهر في هذه السورة العظيمة التي سمّاها الله تعالى بـ (السبع المثاني) أن عدد حروف اسم (الله) فيها هو سبعة في سبعة!!! أي أن عدد حروف الألف واللام والهاء في سورة السبع المثاني هو 49 حرفاً، وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال (7×7)، بما يتناسب مع اسم هذه السورة!
5-لقد أخبرنا المولى جلّ وعلا عن عدد أبواب جهنّم أجارنا الله منها، فقال : (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (الحجر:44)، ولو بحثنا عن كلمة (جهنّم) في القرآن كلّه نجد أنها تكررت 77 مرة ، وهذا العدد من مضاعفات السبعةأيضاً ، فهو يتألف من 7 و 7 ، ويساوي (7×11)، إذن لجهنم سبعة أبواب وذُكرت في القرآن عدداً من المرات هو من مضاعفات الرقم سبعة. والسؤال: هل لهذا الرقم بناء مذهل في القرآن؟
الرقم سبعة في القرآن الكريم
ذُكر الرقم سبعة لأول مرة في القرآن في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29)، ولو بحثنا عن الآية التي ذُكر فيها الرقم سبعة لآخر مرة في القرآن نجدها في قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) (النبأ:12) . والآن إلى هذه الحقائق الثابتة :
1- إذا قمنا بعدّ السور من سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 أول مرة، وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 آخر مرة، لوجدنا بالضبط (77) سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- ولو قمنا بعدّ الآيات من الآية الأولى حيث ورد الرقم 7 أول مرة وحتى الآية الأخيرة حيث ورد هذا الرقم، لوجدنا (5649) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
3- ولو قمنا بعدّ الآيات من أول سورة البقرة التي ورد فيها الرقم 7 لأول مرة، وحتى آخر سورة النبأ التي ورد فيها الرقم 7 لآخر مرة، سوف نجد عدداً هو (5705) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً!!
والسؤال الآن: هل يمكن للمصادفة أن تجعل عدد السور من مضاعفات السبعة، وعدد الآيات من مضاعفات السبعة، في آيات تتحدث عن الرقم سبعة؟؟؟!!
أجمل كلمة ...
إنها كلمة (اللــه) .... جل جلاله! رتّبها ربّ العزة سبحانه في كتابه بشكل مُحكَم يقوم على الرقم سبعة أيضاً كدليل على أنه ربّ السماوات السبع.
فلو بحثنا عن أول مرة ذُكر فيها اسم (الله) نجدها في أول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)، أما آخر مرة ذكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) (الاخلاص:2)، وإلى هذه الحقائق والتوافقات العجيبة مع الرقم سبعة :
1-إذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة (الله) أول مرة، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة (الله) لآخر مرة لوجدنا (112) سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة .
2- ولو عددنا الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة لوجدنا (6223) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
3-ولو قمنا بعدّ حروف الآيتين مجتمعتين لوجدنا (28) حرفاً: من مضاعفات السبعة .
4-ولو قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في الآيتين (أي الألف واللام والهاء) لوجدنا (14) حرفاً: من مضاعفات السبعة كذلك!!
ونكرر السؤال: مَن الذي رتب ذكر هذا الاسم الكريم بنظام سباعيّ مُحكَم؟ أليس هو الله جلّ وعلا الذي قال عن نفسه: ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (النساء: من الآية122).
سوف نرى الآن معجزة حقيقية في في هذه الكلمات الرائعة، وكيف رتب الله تعالى حروف اسمه فيها بشكل يدلنا دلالة قاطعة أنه هو قائل ومنزّل هذا الكلام .
مَن أصْدقُ مِنَ الله ؟!
يقول عزّ من قائل : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (النساء: 122)، سبحان الله العظيم الحليم! هل يحتاج رب السماوات السبع لمن يصدّقه؟ ولكنها رحمة الله بعباده على الرغم من إلحادهم، فهو يؤكد لهم وللناس جميعاً صِدق قوله.
وهنا يجب أن نؤكد بأن المؤمن الصادق لاينبغي له أن يقول إن القرآن ليس بحاجة إالى براهين رقمية أو علمية أو بيانية، لأن المؤمن الحريص على كتاب ربه لايكتفي بما لديه من العلم، بل هو في شوق دائم لزيادة علمه بالكتاب الذي سيكون شفيعاً له أمام ربه يوم القيامة.
وربما أكثرنا يذكر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما طلب من ربه أن يُرِيَه معجزة يرى من خلالها كيف يحيي الله الموتى فقال له الله تعالى: (أََوَلَمْ تُؤْمِنْ ؟)، فأجابه سيدنا إبراهيم بقوله: (بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي...) (البقرة: 260). وسبحان الله! يريد مزيداً من الاطمئنان واليقين بالله تعالى! فإذا كان هذا حال خليل الرحمن عليه السلام، فكيف بنا نحن اليوم؟ ألسنا بأمس الحاجة لمعجزات تثبّتنا على الحق والإيمان واليقين؟
نعود الآن إلى الكلمات الرائعة التي يتحدث بها رب العزة عن نفسه ونتأمل التناسق المبهر لحروف اسم (الله)، عسى أن نزداد يقينا بأن هذا القرآن معجز ليس ببلاغته فحسب، بل بأرقامه أيضاً، يقول تعالى: ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)، لنتأمل هذه التوافقات مع الرقم سبعة :
1-إذا ما إذا ما قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في هذا النص الذي يتحدث عن الله وجدنا سبعة أحرف بالضبط ، فعدد حروف الألف = 3 ، عدد حروف اللام = 3 ، عدد حروف الهاء = 1 ، والمجموع:
3 + 3 + 1 = 7 أحرف .
2-ليس المجموع فقط يساوي 7، بل إن تكرار هذه الحروف هو من مضاعفات السبعة أيضاً! فلو قمنا بصفّ هذه الأرقام صفاّ ، أي 3-3-1 لتَشكّل لدينا عدد هو (133) وهذا من مضاعفات الرقم 7، فهو يساوي (7× 19) .
3-أما توزع حروف اسم الله( الألف واللام والهاء ) على كلمات النص الكريم جاء ليشكل عدداً من مضاعفات السبعة أربع مرات بعدد حروف كلمة (الله)!!!! فلو أخرجنا من كل كلمة ماتحويه من حروف (الله) نجد :
وَ : ليس فيها شيء من حروف (الله)، لذلك تأخذ الرقم (0) .
مَنْ : ليس فيها شيء من حروف (الله)، لذلك تأخذ الرقم (0) .
أَصْدَقُ : فيها من حروف (الله) الألف فقط، لذلك تأخذ الرقم (1) .
مِنَ : ليس فيها شيء من حروف (الله)، لذلك تأخذ الرقم (0) .
اللَّهِ : عدد حروف الألف واللام والهاء هو (4) .
قِيلاً : فيها من حروف (الله) الألف واللام، لذلك تأخذ الرقم (2). لنكتب من جديد كل كلمة وتحتها عدد حروف اسم (الله) فيها:
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً
0 0 1 0 4 2
إذن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الله) هو: (240100)، إن هذا العدد يساوي تماماً: سبعة في سبعة في سبعة في سبعة في مئة !
( 240100 = 7 × 7 ×7 × 7 × 100)
وسبحان الله! نصّ يتحدث عن الله، تتوزع فيه حروف (الله) لتشكل عدداً من مضاعفات السبعة أربع مرات بعدد حروف (الله)!! وكان الناتج النهائي هو (100): أليست هذه الأرقام دليلاً على أن القرآن كلام الله الحق مئة بالمئة ؟!!
4-الإعجاز لايقتصر على حروف (الله) عزّ وجلّ، بل في موضع وترتيب هذا الاسم العظيم بين كلمات النص معجزة تقوم على الرقم سبعة أيضاً. فلو أحصينا عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله)، وكذلك عدد الحروف، وكذلك عدد حروف (الله)، لوجدنا دائماً وأبداً أعداداً من مضاعفات السبعة!
لنبيّن هذه المعجزة بلغة الأرقام:
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً
عدد الكلمات 4 1
عددالحروف 9 4
عدد حروف ا ل هـ 1 2
وإلى هذه النتائج السباعية:
عدد الكلمات قبل وبعد (الله) تشكل عدداً هو 14 = 7 × 2
عددالحروف قبل وبعد (الله) تشكل عدداً هو 49 = 7 × 7
عدد حروف ا ل هـ قبل وبعد (الله) تشكل عدداً هو 21 = 7 × 3
وهنا نطرح التساؤل التالي لكل مُلحدٍ يظنّ أن القرآن ليس من عند الله تعالى:
هل يمكن لأعظم مؤلِّف في العالم أن يتحدث عن نفسه بجملة واحدة ويجعل عدد حروف اسمه فيها 7، وتكرار هذه الحروف من مضاعفات 7، وتوزعها من مضاعفات 7×7×7×7، ثم يجعل تكرار الكلمات قبل وبعد اسمه من مضاعفات 7، وتكرار الحروف قبل وبعد اسمه 7×7، و تكرار حروف اسمه قبل وبعد هذا الاسم من مضاعفات 7؟؟
هذا بالنسبة لجملة واحدة تتألف من بضع كلمات ، فكيف لو طلبنا من البشر أن يأتوا بكتاب يحوي أكثر من سبعين ألف كلمة كالقرآن؟؟؟
وصدق الله تعالى القائل: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(الإسراء:88).
القــرآن لم يُحرّف...
ماذا يحدث لو أن أحداً فكّر أن يضيف أو يحذف حرفاً واحداً من القرآن الكريم على مدى الأربعة عشر قرناً، أي منذ نزول القرآن وحتى يومنا هذا؟ لا نبالغ إذا قلنا بأن البناء العددي للقرآن سينهار بالكامل!! وسوف نُثبت ذلك بلغة الرقم القوية. ونبدأ بأول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)، ونتأمل هذا البناء السّباعي الرائع، وكيف أنه يختفي تماما لو أضفنا حرفاً واحداً!
1 - حروف الآية: لو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية الكريمة نجد عدداً من مضاعفات السبعة: بِسْمِ (3) حروف، اللَّهِ (4) حروف، الرَّحْمَنِ (6) حروف، الرَّحِيمِ (6) حروف .
إذا قرأنا هذ الأرقام كما هي نجد العدد (6643) ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة، فهو يساوي (7 × 949 ). إذن العدد الذي يمثل حروف الآية مصفوفاً يقبل القسمة على 7 .
2- أول كلمة وآخر كلمة: هنالك تناسب عددي مع الرقم 7 لحروف أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية . فأول كلمة في الآية هي: (بِسْمِ) وعدد حروفها (3)، أما آخر كلمة في هذه الآية فهي (الرَّحِيمِ) وعدد حروفها (6)، وبصف هذين الرقمين نجد العدد (63)، وهو من مضاعفات الرقم سبعة (63=7×9).
طبعاً من السهل أن يأتي من يقول إن هذه مصادفة، فقد نجد في كتاب ما نصّاً إذا كتبنا حروفه بهذه الطريقة قد يعطي عدداً من مضاعفات السبعة. وإذا بحثنا أكثر فمن المحتمل أن نجد نصاً تتناسب فيه حروف أول كلمة وآخر كلمة مع الرقم سبعة.
ولكن السؤال: هل يمكن أن نجد النظام ذاته مع حروف اسم مؤلف هذا الكتاب؟ لنقرأ ثم نحكُم.
3- حروف اسم (الله) في الآية: إذا أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من حروف اسم (الله)، أي الألف واللام والهاء نجد عددا من مضاعفات الرقم سبعة . لنتأمل :
بِسْمِ: هذه الكلمة ليس فيها شيء من حروف الجلالة لذلك تأخذ الصفر (0) .
اللَّهِ: هذه الكلمة عدد حروف ا،ل،هـ فيها هو أربعة لذلك تأخذ الرقم (4) .
الرَّحْمَنِ: هذه الكلمة تحوي حرفين من اسم (الله) - الألف واللام - أي تأخذ الرقم (2) .
الرَّحِيمِ: هذه الكلمة تحوي حرفين من اسم (الله) - الألف واللام - أي تأخذ الرقم (2) .
العدد الذي يمثل توزع أحرف اسم (الله) في كتاب الله هو (2240) وهو من مضاعفات السبعة.
إذن حروف الآية جاءت متناسبة مع الرقم 7 ، وحروف أول كلمة وآخر كلمة جاءت متناسبة مع الرقم 7، وحروف اسم (الله) جاءت متناسبة مع الرقم 7 أيضاً. ولكن هل هذا كل شيء ؟
إن النظام العجيب لايقتصر على حروف محددة، إنما جميع حروف الآية جاءت بنظام مُحكم. فإذا ما أخذنا تكرار كل حروف الآية وجدنا عدداً من مضاعفات السبعة مرتين، وإذا ما أخذنا نِسب التكرار هذه وجدنا عدداً من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً. لننظر إلى هذا التناسب .
6- تكرار حروف الآية: لو تأملنا في هذه الآية العظيمة نجد أن الله تعالت قدرته قد بناها من عشرة أحرف أبجدية منها ما تكرّر ومنها مالم يتكرّر. فأكثر الحروف تكراراً في الآية هو حرف اللام وقد تكرر (4) مرات، ويليه حرف الألف الذي تكرر (3) مرات، ومثله حرف الميم (3) مرات، ثم حرف الراء تكرر مرتين (2)، ومثله حرف الحاء مرتين (2)، ثم حرف الباء (1) مرة واحدة، السين مرة (1)، الهاء مرة (1)، الباء مرة (1)، النون مرة (1)، الياء مرة واحدة (1).
والسؤال الآن: ما علاقة هذه التكرارات بالرقم سبعة؟
إن العدد الذي يمثل تكرار جميع حروف الآية مصفوفاً تبعاً للأكثر تكراراً هو: ( 4 3 3 2 2 1 1 1 1 1 )، هذا العدد الضخم من مضاعفات السبعة مرتين، أي أنه يقبل القسمة على 7 مرتين، فهو يساوي:
4 3 3 2 2 1 1 1 1 1 = 7 × 7 × 22675966
ولكي نستيقن بصدق هذه الحقيقة الرقمية، نقرأ ما يلي:
7- تكرار أرقام الآية: رأينا كيف تتكرر الحروف ولكن ماذا عن الأرقام ؟ في التكرارات السابقة نلاحظ أن الرقم واحد تكرر (5) مرات، والرقم اثنان تكرر (2) مرتين، والرقم ثلاثة تكرر (2) مرتين، والرقم أربعة تكرر (1) مرة واحدة .وعند صفّ هذه الأرقام نحصل على عدد هو: (1225)، المذهل في هذا العدد أنه من مضاعفات السبعة مرتين:
1225 = 7 × 7 × 25
والآن لنفرض أن أحداً ما أراد أن يحرف هذه الآية بطريقة ذكية ، فأضاف حرفاً واحداً فقط لكلمة (بسم) . فكتب هذه الكلمة هكذا (باسم)! مع أن هذا الحرف لن يغيّر المعنى أو اللفظ ولن يخلّ بالجانب اللغوي والبلاغي، إلا أنه سوف يؤدي إلى انهيار البناء الرقمي للآية !!
سوف تُكتب الآية المحرفة كما يلي : (بِاسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). وسوف يصبح عدد حروف الكلمة الأولى 4 بدلاً من 3، وتأمل معي كيف أن الأعداد الجديدة لم تعد من مضاعفات السبعة:
• عدد الحروف مصفوفاً: 6644 ليس من مضاعفات الرقم 7 .
• حروف أول كلمة وآخر كلمة: 64 ليس من مضاعفات الرقم 7 .
• حروف اسم (الله) مصفوفاً: 2241 ليس من مضاعفات الرقم 7 .
• تكرار جميع الحروف:1111122344 ليس من مضاعفات الرقم 7.
• نسب تكرار جميع الحروف: 2125 ليس من مضاعفات الرقم 7 .
وسبحان الله... حرف واحد أضفناه للآية فأحدث خللاً في بنائها الرقمي، فكيف لو حُرّف القرآن كلّه، فهل يبقى من هذا البناء شيء؟
إنه الله الذي حفظ كتابه من أي تحريف أو تبديل أوتغيير، إنه القائل عن هذا القرآن: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) (الحِجر:9). والآن سوف نرى من خلال هذه الآية العظيمة أن الله تعالى قد بنى حروفها بشكل مُحكَم. وبما أن الآية مميّزة وتتحدث عن الذّكر وهو القرآن، فإن الحروف المميزة التي في أوائل سور تتجلّى في هذه الآية بنظام عجيب وفريد، يدلّ على عَظَمَة منزّل القرآن!
الله حفِظ كتابه
يقول تعالى في محكم الذكر: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) (الحجر:9)، في هذه الآية تناسقات مذهلة مع الرقم سبعة الذي يمثل أساس بناء القرآن، ومع الرقم 23 الذي يمثل عدد سنوات نزول القرآن.
1- حروف الآية: إن عدد حروف هذه الآية هو (28) حرفاً بعدد الأحرف الأبجدية للقرآن، وهذا العدد من مضاعفات السبعة (28=7×4).
2- عدد الحروف مصفوفاً: إذا قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية كما كُتبت في كتاب الله تعالى وصَفَفنا الأرقام نجد:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 3 5 5 1 3 2 6
العدد : (62315533) من مضاعفات الرقم 7. بل أكثر من ذلك هو من مضاعفات العدد 23 عدد سنوات الوحي، ويمكن أن نكتب:
62315533 = 7 × 23 × 387053
وسبحان الله ... آية تتحدث عن حفظ الله للقرآن، ويأتي مجموع حروفها 28 مساوياً لعدد حروف الهجاء للقرآن، ويأتي مصفوف حروفها متناسباً مع عدد سنوات نزول القرآن!!!
وإني لأعجب من كل من ينادي بالمصادفة، فأي مصادفة هذه التي يتحدثون عنها!!؟؟
3- حروف أول كلمة وآخر كلمة: (إِنَّا) هي أول كلمة في الآية ، وعدد حروفها (3) ، أما آخر كلمة في الآية فهي (لَحَفِظُونَ) وعدد حروفها (6). وعند ضمّ هذين الرقمين يتشكل العدد (63) وهو من مضاعفات السبعة أيضاً.
4- الحروف المميّزة في الآية: في القرآن الكريم حروف نجدها في أوائل بعض السور، مثل (الم) و (المص) و (الر)....، عدد هذه الحروف عدا المكرر هو (14) حرفاً، وذا العدد من مضاعفات السبعة !
والعجيب أن الآية التي نتدبرها الآن تحتوي على سبعة أحرف مميزة وهي: (ا، ن، ح، ل، ك ، ر، هـ). والأكثر عجباً أن هذه الأحرف السبعة توزعت على كلمات الآية بنظام يقوم على الرقم سبعة!!! لنتأمل هذ الحقيقة .
5-توزع الحروف المميّزة: لو أخرجنا من كل كلمة من كلمات الآية ما تحويه من أحرف مميزة فسوف نجد:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 3 4 4 0 3 2 3
إن العدد الذي يمثل توزع الحروف المميزة في الآية مصفوفاً هو (32304433)، هذا العدد من مضاعفات السبعة.
6 -الكلمات المميزة في الآية: في هذه الآية الكريمة يوجد سبع كلمات تحوي حروفاً مميزة ، وهي جميع كلمات الآية عدا واو العطف، لأن حرف الواو ليس من الحروف الواردة في أوائل السور. ولكن السؤال : هل يمكن لهذه الكلمات السبع أن تتوزع بشكل يتوافق مع الرقم 7 كما رأينا مع الأحرف المميزة؟
7-توزع الكلمات المميزة: إن الله تعالى رتب هذه الكلمات بتناسق سباعي عجيب، لنعبر عن الكلمة التي تخوي حروفاً مميزة بالرقم واحد، والكلمة التي لا تحوي حروفاً مميزة بالرقم صفر:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
1 1 1 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات المميزة في الآية هو من مضاعفات الرقم 7، لنتأكد من ذلك بلغة الأرقام:
11101111 = 7 × 1585873
إن هذا العدد أيضا من مضاعفات الـ 23 "عدد سنوات النزول"، ونكتب من جديد:
11101111 = 7 × 23 ×68951
وتأمل معي كيف أن الآية التي تحدثت عن حفظ القرآن جاء توزع كلماتها المميزة متناسباً مع سنوات نزول القرآن الثلاثة والعشرين!!
بقي شيء مهم في هذه الآية العظيمة و هو أن كلمة (لحافظون) قد رُسمت في القرآن من دون ألف هكذا (لَحَفِظُونَ)، وتأمل معي أخي الحبيب لو أن هذه الكلمة رُسمت بطريقة أخرى ، فهل يبقى من هذا البناء الإلهي شيء ؟
وهذه النتيجة تؤكد أن للقرآن رسماً مميّزاً يناسب البناء المبهر لحروفه وكلماته، وأن هذه الطريقة في كتابة كلمات القرآن فيها معجزة رقمية، وأن الله تعالى حفظ كتابه من التحريف لفظاً ورسماً.
نتائج البحث ووجه الإعجاز
ذكرنا في بداية هذا البحث ضرورة الالتزام بضوابط علمية وشرعية حتى يطمئن القلب لنتائج ذلك البحث. وسوف نلخّص الآن أهم النتائج التي توصّلنا إليها في بحثنا هذا، وأن هذه النتائج تمثل معجزة حقيقية لا يمكن لأحد أن يصنع مثلها. وهنا يتجلّى وجه الإعجاز في هذه النتائج من خلال النقاط التالية:
1 – لا مصادفة في كتاب الله! من خلال المثال الذي قدمناه في قوله تعالى : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) ، هذا النص الكريم يتحدث عن الله تعالى، لذلك ارتبطت جميع التناسقات العددية مع حروف اسم (الله) جلّ وعلا. رأينا في هذه النتائج العددية عشر عمليات قسمة على 7، وإن احتمال أن تكون هذه العمليات الرياضية قد جاءت بالمصادفة هو: (1/7×7×7×7×7×7×7×7×7×7)، وهذا الاحتمال يساوي أقل من واحد على مئتين وثمانين مليوناً ، فهل يمكن لإنسان عاقل أن يعتقد باحتمال ضئيل كهذا؟!! إذن القرآن الكريم كتاب معجزات وليس كتاب مصادفات.
2- كتاب الله لم يحرّف! أما عندما تناولنا أول آية من كتاب الله عز وجل: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، والتي نجد فيها ثلاثة أسماء لله، رأينا توافقات عددية مرتبطة بهذه الأسماء الكريمة. ورأينا بأنه لو حدث تحريف لهذه الآية، فإن النظام الرقمي لحروفها وكلماتها سوف يزول ويختفي، إذن وجود بناء رقمي مُحكَم في آيات القرآن المبين هو دليل مادي وعلمي على أن القرآن هو كتاب الله ، وأن الله لم يكن ليسمح ليد أحد من خلقه أن تمسّ كتابه بأي تحريف أو تزوير أو تحوير.
3 - في رسم القرآن معجزة! ولكن عندما كان الحديث عن القرآن وحفظه من التحريف في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ)، رأينا حقائق عددية ترتبط بعدد حروف أبجدية القرآن، وعدد سنوات نزول القرآن، وكذلك جاءت التناسقات مرتبطة مع الحروف المميزة في أوائل سور القرآن، والتي هي من دلائل إعجاز القرآن.
ولو أضفنا حرف الألف لكلمة (لَحَفِظُونَ)، لاختلت هذه التناسقات، أليس في هذا الدليل الرياضي على أن الله تعالى قد ألهم المسلمين وكَتَبَة الوحي أن يكتبوا القرآن بالرسم العثماني الذي نراه اليوم، وذلك ليدلّنا على أن القرآن قد وصلنا سالماً من أي تبديل؟ وأنه لايجوز تغيير رسمه، لأن هذا الرسم معجز فالقرآن لايمكن لأحد أن يأتي بمثل لغته وبيانه وعلومه وعدد حروفه وكلماته وحتى أرقامه، وما النظام الرقمي الذي أدركناه في هذا البحث إلا جزء من أسرار المصحف الشريف.
4-كل آية معجزة! إن التنوع والتعدد في بناء كل آية، وتوافق الإعجاز البياني مع الإعجاز الرقمي، يزيد المعجزة بهاءً وعظمةً وإبهاراً. فالآية التي تتحدث عن الله تجد فيها نظاماً مذهلاً لحروف اسم (الله)!
وعندما نتأمل آية تتحدث عن أسماء الله نجد في تكرار كلماتها حضوراً لعدد أسماء الله الحسنى، ونجد في ترتيب حروفها بناءً محكماً لحروف أسماء الله
والآية التي تتحدث عن القرآن ترى فيها تناسقاًعجيباً للحروف المميّزة في القرآن، وتناسباً مع عدد سنوات نزول القرآن!
وهذا يؤكد وجهاً جديداً من وجوه الإعجاز، وهو تنوع الأنظمة الرقمية، وتوافق هذه الأنظمة مع المعنى اللغوي للآية. فكما أن ألوان البلاغة القرآنية تتعدد كذلك الأبنية الرقمية تتعدد.
ولو أن القرآن لا يحوي إلا نظاماً رقمياً واحدا لجميع آياته، إذن لم يبق من الإعجاز شيء للأجيال القادمة، ولتوقفت معجزة القرآن الخالدة، لذلك مهما بحثنا في كتاب الله، نجد مزيداً من المعجزات، ويبقى هنالك المزيد من الأسرار تصديقاً لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنَا في الآفاقِ وفي أََنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ).
5- القرآن كتاب عالميّ! إن وجود لغة الأرقام في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً دليل على أن القرآن يخاطب كل البشر، فلغة الأرقام لغة عالمية يفهمها جميع الناس.
كما أن وجود هذه السلاسل الرقمية الرائعة، ونسب التكرارات للحروف، ونظام توزع الكلمات والحروف، والتي رأينا قليلاً منها في هذا البحث، دليل على السبق الرياضي للقرآن في علم الإحصاء والسلاسل الحسابية. بكلمة أخرى: القرآن لايقتصر إعجازه على اللغة والتشريع والطب والفلك والتاريخ..... ، بل هو معجز من الناحية الرياضية والرقمية أيضاً.
خاتمة
في ختام هذا البحث الذي يمثل بداية لعلم ناشئ، يجدر بنا أن نتأمل الحقائق اليقينيّة الواردة فيه قبل أن نحكم عليها، ويجب أن أعترف بأن رشاد خليفة وبدعته البهائية والتي استغل فيها الأرقام القرآنية لغاية في نفسه، قد تركت أثراً سلبياً تجاه هذا العلم.
لذلك أتمنى من علمائنا الأجلاّء ومن السادة القراء ألا تكون الأخطاء والانحرافات التي رأيناها من أمثال هذا الرجل حاجزاً أمام رؤية الحق، بل ينبغي على كل مُنْصِف أن يفرّق بين الحقّ والباطل، فقد يجعل الله في بحث كهذا الخير الكثير.
وقد منّ الله علينا بكشف بدايات هذه المعجزة، ولايزال هنالك الكثير لنكتشفه. فقد قمنا من خلال هذا البحث بكشف بعض أسرار رسم كلمات القرآن، ولكن اللفظ له معجزة وأسرار! وهذا ما أتمنى أن يكشفه المولى جل وعلا على عبد من عباده.
وكذلك أرجو من كل مؤمن رضي بالقرآن إماماً ونوراً وشفيعاً له أمام الله تعالى، أن يساهم في تعريف الناس بمعجزات القرآن، فمن أحبّ أن يقدم له القرآن شيئاً في الآخرة، فيجب عليه أن يقدم شيئاً للقرآن في الدنيا.
هذا وإننا اليوم بحاجة لمثل هذه الأبحاث ليرى فيها البرهان القاطع كل من لديه شك أو ريْب من غير المسلمين ، ولكل من أحبّ أن يدرك شيئاً من عظمة القرآن من المسلمين، بأن القرآن كتاب الله تعالى.
ونسأل الله العليّ القدير أن يُلهمنا الصّدق والصّواب، وأن يجعلَ كلّ حرفٍ في هذا البحث خالصاً ابتغاء وجهه الكريم، وأن يجنّبنا مزالق الهوى ومتاهات الضلال، إنه سميع مجيب قريب...
(رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
المراجع المعتمدة
1- القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني (مصحف المدينة المنوّرة).
2- موسوعة الإعجاز الرقمي للمؤلف.
كلمة لابد منها
عزيزي القارئ! هذا ما منّ الله به علينا من فتح في الإعجاز العددي، فإن كان فيه الحق والصواب فمن الله عز وجل، وإن كان فيه من خطأ أو زلل فمن نفسي ، وأنزّه كتاب الله تبارك وتعالى عن الخطأ أوالنقص أو العيب.
لذلك نأمل من كل من يقرأهذا البحث الذي يُعرض لأول مرة في العالم من خلال هذا الموقع المبارك، ألا يبخل علينا بملاحظة أو تساؤل أو انتقاد أو فكرة جديدة، بشكل يغني البحث، ولنتعاون معاً على ما أمرنا به ربنا سبحابه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2).
رأي فضيلة الدكتور شوقي أبو خليل في البحث
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
المؤلف: م. عبد الدائم الكحيل
kaheel7@yahoo.com
kaheel7@hotmail.com
جميع حقوق الموقع محفوظة
لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
www.55a.net
ففي ذلك العصر تجلّت معجزة القرآن بشكلها البلاغي لتناسب عصر البلاغة والشعر. وليكون لها الأثر الكبير في هداية الناس إلى الإسلام. وكلّنا يذكر قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما سمع آياتٍ من سورة (طه)، فأثّرت فيه بلاغة كلماتها، وأدرك من خلال هذه البلاغة أن القرآن هو كلام الله عز وجل، فانقلب من الشِّرك والضلال إلى التوحيد والإيمان! هذا هو تأثير المعجزة البلاغية على من فهمها وأدركها ورآها.
وعندما جاء عصر المكتشفات العلميّة تمكّن العلماء حديثاً من كشف الكثير من أسرار هذا الكون، وكان للقرآن السّبْقُ في الحديث عن حقائق علمية لم يكن لأحدٍ علميٌ بها وقت نزول القرآن، وهنا تتجلّى معجزة القرآن بشكلها العلمي لتناسب عصر العلوم في القرن العشرين. وربما نسمع من وقت لآخر قصة إسلام أحد الملحدين بسبب إدراكه لآية من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله عز وجل .
ومن هؤلاء أحد أكبر علماء الأجنّة في العالم (كيث مولر)، وذلك عندما أمضى عشرات السنين في اكتشاف مراحل تطور الجنين في بطن أمّه ، وبعد أن قدّم مراجع علمية دُرّست في كبرى الجامعات عن اكتشافاته المذهلة، إذا به يفاجأ بأن القرآن الكريم قد تحدث عن هذه المراحل بدقة تامة قبل أربعة عشر قرناً!! فأدرك عندها بلغة العلم أن القرآن ليس من عند بشر بل هو كلام ربّ البشر سبحانه وتعالى! وهذا هو تأثير الإعجاز العلمي على من يدركه ويفهمه ويراه .
واليوم ونحن نعيش عصراً جديداً يمكن تسميته بعصر التكنولوجيا الرقمية نتساءل: هل يمكن أن يحوي هذا القرآن معجزة رقمية تناسب عصر الأرقام في القرن الواحد والعشرين؟ وهل يمكن لهذه المعجزة أن تقنع رؤوس الإلحاد في عصر العولمة بأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، بلُغَتهم التي يتقنونها جيداً– الأرقام ؟
والجواب عن هذا التساؤل سيكون موضوع بحثنا هذا حيث تتجلّى أمامنا ولأول مرة حقائق رقمية تثبت بشكل قاطع وجود بناء رقميّ لآيات القرآن العظيم، هذا البناء المُحكََم يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته. ومن جديد تبرز عدة أسئلة مثل: ما هو الهدف من وجود هذا البناء في القرآن، ولماذا الرقم سبعة، وهل يعجز البشر فعلاً عن الإتيان بمثل هذا البناء المذهل ؟
يجيب البحث عن هذه الأسئلة وغيرها بمنهج علمي مادي. وقبل أن نبدأ بتعريف البناء الرقمي القرآني، يجب أن نؤكّد وبقوّة أن معجزات القرآن البلاغيّة والعلميّة والتشريعيّة والغيْبيّة....وغير ذلك من وجوه الإعجاز، لازالت مستمرة ومتجدّدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وما المعجزة الرقمية الجديدة التي نراها اليوم ونلمسها، إلا قطرة من بحرٍ زاخرٍ بالمعجزات والعجائب والأسرار- إنه بحر القرآن العظيم الذي قال عنه حبيبنا محمّد صلوات الله عليه وسلامه: (ولا تَنقَضي عجائبُه)، وما البناء الرقمي هذا إلا عجيبة من عجائب القرآن في عصر الأرقام والحاسات الرقمية.
ما هو البناء الرقمي لآيات القرآن ؟
يتميّز كتاب الله تعالى بأنه كتاب مُحكَم، فكلّ آية من آياته تتميّز ببلاغة كلماتها ودقّة معانيها وقوّة أسلوبها، بالإضافة إلى ذلك هنالك إحكام مذهل في تكرار الكلمات والحروف! إذن نستطيع القول بأن :
البناء الرقمي القرآني هو العلاقات الرقمية بين حروف وكلمات وآيات وسور القرآن الحكيم، والتي لا يمكن لأحدٍٍ أن يأتي بمثلها، والتي وضعها الله في كتابه لتكون برهاناً ماديّا ملموساً لأولئك الماديين، يتبيّن لهم من خلالها صدق كلام الحق جلّ جلاله، ولتبقى الحقيقة الخالدة: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53).
وسوف نرى أن كل آية من آيات القرآن تتميّز ببناء خاص بها ، وأن وجود هذه الأبنية المُعجزة هو دليل على أن القرآن كلام الله تعالى، وليس كما يدّعي الملحدون أنه كلام محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهو دليل على صدق رسالة الإسلام للناس كافّة وصدق رسول السلام عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
ولكن قد يسأل سائل عن فائدة هذه الدراسة بالنسبة للمؤمن الذي يعلم بأن القرآن كتاب الله؟ وقبل أن نستعرض فوائد هذا العلم الناشئ ينبغي علينا أن ندرك بأن القرآن وإن كان كتاب هداية فإن الهداية تتخذ أساليباً وأنواعاً، ومثل هذا البحث هو نوع من أنواع التثبيت والهداية، فقد تكون لغة الأرقام أحياناً أشد تأثيراً وأكثر إفصاحاً من لغة الكلام!!
الفوائد التي يقدمها هذا العلم
يعدّ الإعجاز الرقمي أسلوباً جديداً للدعوة إلى الله تعالى بلغة يفهمها جميع البشر على اختلاف لغاتهم، والمؤمن هو من سيقوم بإيصال هذه المعجزة لغير المؤمن، لذلك ينبغي عليه أن يبحث دائماً عن أي معجزة جديدة في كتاب ربه. وخصوصاً إذا علمنا بأن القرآن يدعو إلى تأمل التناسق في كلام الله تعالى، والتفريق بينه وبين التناقض والاختلاف، وتأمل معي هذه الدعوة الموجّهة لكلٍ منا: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)، أليس فيها إشارة واضحة لتأمل التناسق والنظام القرآني، وتمييزه عن العشوائية الموجودة في كلام البشر، لنستيقن بأن هذا القرآن كلام الله؟
وما الإعجاز الرقمي إلا وسيلة لمعرفة المزيد من أسرار القرآن ، لنزداد إيماناً بمنزّل القرآن سبحانه وتعالى، ووسيلة يمكن للملحد من خلالها أن يرى نور الحق واليقين بخالق السّماوات السّبع تبارك وتعالى.
وحيث تعجز لغة الكلام في الإجابة عن كثير من الأسئلة مثل: لماذا كُتبت كلمات القرآن بطريقة تختلف عن أي كتاب في العالم؟ وما هي أسرار الحروف التي في أوائل السور؟ ولماذا تتكرر القصة ذاتها في العديد من السور؟
عندها تأتي لغة الأرقام لتقدم البراهين المادية لكل ملحد ، بأن هذا الكتاب العظيم لا يحوي طلاسم أو تكرارات، بل هو كتاب الحقائق والمعجزات، وأن هذا الرسم المميّز لكلمات القرآن والحروف التي استُفتحت بها بعض السور هي من دلائل إعجاز القرآن، الذي وصفه ربّ العزّة بقوله: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42).
إن الإعجاز الرقمي الصحيح يجعلك تمتلك حُجّة قوية على كل من ينكر آيات الله تعالى !!
فالمُلحد يطلب دائماً الأدلة والبراهين المادية على صدق القرآن، فعندما نقدّم لهذا المُلحد الحقائق الرقمية اليقينيّة على وجود نظام مُحكَم في كتاب الله تعالى، ونوجّه إليه سؤالاً واحداً: ما هو مصدر هذه الحقائق، وهل يمكن لمصادفة عمياء أن تنتج نظاماً بديعاً كهذا؟
فإذا أصرّ على أن هذه الإعجازات هي محض مصادفات، عندها نقول له كما قال الله تعالى لأولئك الذين يدّعون أن القرآن قولُ بشر مبيّناً عجزَهم أمامه: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (الطور:34)، وعندها لابدّ أن يدرك ولو في قرارة نفسه أن القرآن كلام الله عزّ وجلّ، وذلك بسبب عجزه عن تقليد هذا النظام العددي أو الإتيان بمثله، وقد عجز من قبل عن الإتيان بمثل بلاغته وبيانه وعلومه تشريعه.
المنهج العلمي والشرعي للبحث
يقوم أي بحث علمي قرآني على ثلاثة عناصر وهي:
[معطيات البحث – طريقة معالجة هذه المعطيات – نتائج البحث]
وحتى يكون البحث مقبولاً ويطمئن القلب إليه يجب أن يوافق العلم والشرع، أي يجب أن يحقق الضوابط التالية لكل عنصر من عناصره:
1- معطيات البحث: يجب أن تأتي من القرآن نفسه، ولا يجوز أبداً أن نُقحم في كتاب الله عزّ وجلّ مالا يرضاه الله تعالى. وفي بحثنا هذا نعتمد حروف وكلمات وآيات وسور المصحف الإمام ( برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني )، مع التذكير بأن جميع قراءات القرآن فيها معجزة رقمية مذهلة. أما الأعداد الواردة في بحثنا هذا فقد قمنا باستخراجها من داخل القرآن، ولم نأتِ بأي رقم من عندنا . لذلك يمكن القول إن معطيات هذا البحث ثابتة ثبات القرآن نفسه .
وهذه المعطيات: هي عدد حروف، عدد كلمات، عدد آيات، عددسوَر، هذه الأعداد يمكن لأي واحد منا أن يتأكد منها بسهولة وفي لحظات معدودة، لذلك هي معطيات يقينيّة مرئيّة.
2- طريقة معالجة المعطيات: يجب أن تكون مبنيّة على أساس علمي، ومن خلال الدراسة العلمية الطويلة والمركزة لآيات اقرآن تبيّن أن طريقة صفّ الأرقام هي المناسبة لكشف البناء الرقمي في القرآن الكريم. وهذه الطريقة تحافظ على تسلسل كلمات القرآن ، بينما طريقة جمع الأرقام لا تراعي ذلك.
وفكرة هذه الطريقة بسيطة للغاية، فهي تقوم على عدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية، وقراءة العدد الناتج كما هو دون جمعه أو طرحه أوضربه، وسوف نرى أن جميع الأعداد الناتجة هي من مضاعفات الرقم سبعة .
3- نتائج البحث: أما نتائج البحث القرآني فيجب أن تمثّل معجزة حقيقيّة لا مجال للمصادفة فيها . وفي بحثنا هذا سوف نعيش من خلال الأمثلة التالية مع حقائق رقمية دامغة لايمكن لعالِم أو جاهل أن ينكرها، ولا يمكن مطلقاً أن تكون قد جاءت على سبيل المصادفة، وهذا ما سوف نثبته يقيناً باستخدام قانون الاحتمالات الرياضي.
ويجب أن نؤكد بأن لغة الأرقام القرآنية ليست هدفاً بحد ذاتها، إنما هي وسيلة لرؤية البناء المُحكَم لآيات القرآن الذي وصفه الله تعالى بقوله: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1) .
وسوف ننطلق في بحثنا هذا من معطيات ثابتة ثبات القرآن نفسه، وهي عدد الحروف والكلمات وعدد السور والآيات. وعندما نعالج هذه الأرقام بطريقة صفّ الأرقام سوف نحصل دائماً على أعداد من مضاعفات الرقم سبعة! ولكن السؤال: لماذا طريقة صفً الأرقام؟
ميّزات هذه الطريقة
إن الله عزّ وجلّ قد رتّب كلمات كتابه بتسلسل محدّد ، ولا يجوز أبداً تغيير هذا التسلسل، لذلك ينبغي دراسة الأرقام التي تعبّر عن هذه الحروف بحيث نحافظ على تسلسلها. فكما أنه لكل كلمة من كلمات القرآن مَنْزِلة، يجب أن يكون لكل رقم مَنْزِلة أيضاً.
وهذه هي طريقة صفّ الأرقام ، فإذا ما درسنا كل آية من آيات القرآن بهذه الطريقة فسوف نكتشف بناءً مذهلاً يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته! ولكن لكل آية بناءٌ خاص بها، وهذا ما يزيد المعجزة تنوّعاً وروعة وجمالاً ويجعل العقول حائرة أمام جلال هذا البناء وعَظَمَة ترتيبه وإحكامه.
ولكي تتراءى أمامنا ملامح هذا البناء المعجز نلجأ إلى بعض الأمثلة بما تسمح به صفحات هذا البحث، ولا ننسى بأن الإعجاز يشمل جميع آيات القرآن وجميع قراءاته رسماً ولفظاً، ويجب ألا يغيب عنا بأن القرآن مليء بالحقائق الرقمية، ولكن ... أين من يبحث ويتدبّر ويتفكّر..؟
هل هذه مصـادفات؟!
المنطق العلمي يفرض بأن المصادفة لايمكن أن تتكرر دائماً في كتاب واحد، إلا إذا كان مؤلِّف هذا الكتاب قد رتّب كتابه بطريقة محددة. والتوافقات التي سنراها الآن مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تبارك وتعالى قد رتب كتابه بشكل يناسب هذا الرقم، ليدلنا على أن هذا القرآن مُنزّل من خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى.
وللرقم سبعة حضور في حياتنا وعباداتنا، فالسماوات سبع، والأراضين سبع، والأيام سبعة، وطبقات الذرة سبع، ونحن نسجد لله على سبع، ونطوف حول الكعبة سبعاً، ونسعى بين الصفا والمروة سبعاً، ونرمي إبليس بسبع، وأُمرنا بسبع، ونُهينا عن سبع، والموبقات سبع، والذين يظلّهم الله في ظله سبعة، وأبواب جهنم سبعة، ونستجير بالله منها سبعاً، وأُنزل القرآن على سبعة أحرف، .....وأشياء يصعب حصرها، بشكل يضع هذا الرقم على قمة الأرقام بعد الرقم واحد والذي يعبر عن وحدانية الله تعالى، فهو الواحد الأحد.
وسوف نرى بأن الرقم واحد هو الأكثر تكراراً في القرآن، ثم يأتي بعده مباشرة الرقم سبعة. وقد يكون في ذلك إشارة لطيفة إلى وحدانية الخالق أولاً وقدرته في خلقه ثانياً. يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)(الطلاق:12).
والآن تأمل معي هذه الحقائق اليقينيّة الثابتة:
1-عدد السماوات التي خلقها الله تعالى سبع، ولو بحثنا في القرآن عن كلمة (السّماوات) نجد أنها ارتبطت مع الرقم سبعة تماماً سبع مرات!! فقد تكررت عبارة ( سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) و (السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ) في القرآن كله سبع مرات بالضبط بعدد هذه السماوات!!
2-ولو بحثنا لوجدنا أن الرقم سبعة هو أول رقم ذُكر في القرآن من بين جميع الأرقام، وذلك في قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29).
3-ولو بحثنا عن تكرار جميع أرقام القرآن لوجدنا أن الرقم سبعة هو أكثر رقم تكرر في القرآن بعد الرقم واحد (فقد تكرر ذكر الرقم 7 ومضاعفاته في القرآن كله 27 مرة).
4-ولو تأملنا أول سورة في كتاب الله تبارك وتعالى لوجدنا سورة الفاتحة، وهي سبع آيات، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هو واحد وعشرون حرفاً، أي من مضاعفات السبعة (21=7×3).
والشىء المبهر في هذه السورة العظيمة التي سمّاها الله تعالى بـ (السبع المثاني) أن عدد حروف اسم (الله) فيها هو سبعة في سبعة!!! أي أن عدد حروف الألف واللام والهاء في سورة السبع المثاني هو 49 حرفاً، وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال (7×7)، بما يتناسب مع اسم هذه السورة!
5-لقد أخبرنا المولى جلّ وعلا عن عدد أبواب جهنّم أجارنا الله منها، فقال : (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (الحجر:44)، ولو بحثنا عن كلمة (جهنّم) في القرآن كلّه نجد أنها تكررت 77 مرة ، وهذا العدد من مضاعفات السبعةأيضاً ، فهو يتألف من 7 و 7 ، ويساوي (7×11)، إذن لجهنم سبعة أبواب وذُكرت في القرآن عدداً من المرات هو من مضاعفات الرقم سبعة. والسؤال: هل لهذا الرقم بناء مذهل في القرآن؟
الرقم سبعة في القرآن الكريم
ذُكر الرقم سبعة لأول مرة في القرآن في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29)، ولو بحثنا عن الآية التي ذُكر فيها الرقم سبعة لآخر مرة في القرآن نجدها في قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) (النبأ:12) . والآن إلى هذه الحقائق الثابتة :
1- إذا قمنا بعدّ السور من سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 أول مرة، وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 آخر مرة، لوجدنا بالضبط (77) سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- ولو قمنا بعدّ الآيات من الآية الأولى حيث ورد الرقم 7 أول مرة وحتى الآية الأخيرة حيث ورد هذا الرقم، لوجدنا (5649) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
3- ولو قمنا بعدّ الآيات من أول سورة البقرة التي ورد فيها الرقم 7 لأول مرة، وحتى آخر سورة النبأ التي ورد فيها الرقم 7 لآخر مرة، سوف نجد عدداً هو (5705) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً!!
والسؤال الآن: هل يمكن للمصادفة أن تجعل عدد السور من مضاعفات السبعة، وعدد الآيات من مضاعفات السبعة، في آيات تتحدث عن الرقم سبعة؟؟؟!!
أجمل كلمة ...
إنها كلمة (اللــه) .... جل جلاله! رتّبها ربّ العزة سبحانه في كتابه بشكل مُحكَم يقوم على الرقم سبعة أيضاً كدليل على أنه ربّ السماوات السبع.
فلو بحثنا عن أول مرة ذُكر فيها اسم (الله) نجدها في أول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)، أما آخر مرة ذكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) (الاخلاص:2)، وإلى هذه الحقائق والتوافقات العجيبة مع الرقم سبعة :
1-إذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة (الله) أول مرة، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة (الله) لآخر مرة لوجدنا (112) سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة .
2- ولو عددنا الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة لوجدنا (6223) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
3-ولو قمنا بعدّ حروف الآيتين مجتمعتين لوجدنا (28) حرفاً: من مضاعفات السبعة .
4-ولو قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في الآيتين (أي الألف واللام والهاء) لوجدنا (14) حرفاً: من مضاعفات السبعة كذلك!!
ونكرر السؤال: مَن الذي رتب ذكر هذا الاسم الكريم بنظام سباعيّ مُحكَم؟ أليس هو الله جلّ وعلا الذي قال عن نفسه: ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (النساء: من الآية122).
سوف نرى الآن معجزة حقيقية في في هذه الكلمات الرائعة، وكيف رتب الله تعالى حروف اسمه فيها بشكل يدلنا دلالة قاطعة أنه هو قائل ومنزّل هذا الكلام .
مَن أصْدقُ مِنَ الله ؟!
يقول عزّ من قائل : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (النساء: 122)، سبحان الله العظيم الحليم! هل يحتاج رب السماوات السبع لمن يصدّقه؟ ولكنها رحمة الله بعباده على الرغم من إلحادهم، فهو يؤكد لهم وللناس جميعاً صِدق قوله.
وهنا يجب أن نؤكد بأن المؤمن الصادق لاينبغي له أن يقول إن القرآن ليس بحاجة إالى براهين رقمية أو علمية أو بيانية، لأن المؤمن الحريص على كتاب ربه لايكتفي بما لديه من العلم، بل هو في شوق دائم لزيادة علمه بالكتاب الذي سيكون شفيعاً له أمام ربه يوم القيامة.
وربما أكثرنا يذكر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما طلب من ربه أن يُرِيَه معجزة يرى من خلالها كيف يحيي الله الموتى فقال له الله تعالى: (أََوَلَمْ تُؤْمِنْ ؟)، فأجابه سيدنا إبراهيم بقوله: (بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي...) (البقرة: 260). وسبحان الله! يريد مزيداً من الاطمئنان واليقين بالله تعالى! فإذا كان هذا حال خليل الرحمن عليه السلام، فكيف بنا نحن اليوم؟ ألسنا بأمس الحاجة لمعجزات تثبّتنا على الحق والإيمان واليقين؟
نعود الآن إلى الكلمات الرائعة التي يتحدث بها رب العزة عن نفسه ونتأمل التناسق المبهر لحروف اسم (الله)، عسى أن نزداد يقينا بأن هذا القرآن معجز ليس ببلاغته فحسب، بل بأرقامه أيضاً، يقول تعالى: ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)، لنتأمل هذه التوافقات مع الرقم سبعة :
1-إذا ما إذا ما قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في هذا النص الذي يتحدث عن الله وجدنا سبعة أحرف بالضبط ، فعدد حروف الألف = 3 ، عدد حروف اللام = 3 ، عدد حروف الهاء = 1 ، والمجموع:
3 + 3 + 1 = 7 أحرف .
2-ليس المجموع فقط يساوي 7، بل إن تكرار هذه الحروف هو من مضاعفات السبعة أيضاً! فلو قمنا بصفّ هذه الأرقام صفاّ ، أي 3-3-1 لتَشكّل لدينا عدد هو (133) وهذا من مضاعفات الرقم 7، فهو يساوي (7× 19) .
3-أما توزع حروف اسم الله( الألف واللام والهاء ) على كلمات النص الكريم جاء ليشكل عدداً من مضاعفات السبعة أربع مرات بعدد حروف كلمة (الله)!!!! فلو أخرجنا من كل كلمة ماتحويه من حروف (الله) نجد :
وَ : ليس فيها شيء من حروف (الله)، لذلك تأخذ الرقم (0) .
مَنْ : ليس فيها شيء من حروف (الله)، لذلك تأخذ الرقم (0) .
أَصْدَقُ : فيها من حروف (الله) الألف فقط، لذلك تأخذ الرقم (1) .
مِنَ : ليس فيها شيء من حروف (الله)، لذلك تأخذ الرقم (0) .
اللَّهِ : عدد حروف الألف واللام والهاء هو (4) .
قِيلاً : فيها من حروف (الله) الألف واللام، لذلك تأخذ الرقم (2). لنكتب من جديد كل كلمة وتحتها عدد حروف اسم (الله) فيها:
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً
0 0 1 0 4 2
إذن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الله) هو: (240100)، إن هذا العدد يساوي تماماً: سبعة في سبعة في سبعة في سبعة في مئة !
( 240100 = 7 × 7 ×7 × 7 × 100)
وسبحان الله! نصّ يتحدث عن الله، تتوزع فيه حروف (الله) لتشكل عدداً من مضاعفات السبعة أربع مرات بعدد حروف (الله)!! وكان الناتج النهائي هو (100): أليست هذه الأرقام دليلاً على أن القرآن كلام الله الحق مئة بالمئة ؟!!
4-الإعجاز لايقتصر على حروف (الله) عزّ وجلّ، بل في موضع وترتيب هذا الاسم العظيم بين كلمات النص معجزة تقوم على الرقم سبعة أيضاً. فلو أحصينا عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله)، وكذلك عدد الحروف، وكذلك عدد حروف (الله)، لوجدنا دائماً وأبداً أعداداً من مضاعفات السبعة!
لنبيّن هذه المعجزة بلغة الأرقام:
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً
عدد الكلمات 4 1
عددالحروف 9 4
عدد حروف ا ل هـ 1 2
وإلى هذه النتائج السباعية:
عدد الكلمات قبل وبعد (الله) تشكل عدداً هو 14 = 7 × 2
عددالحروف قبل وبعد (الله) تشكل عدداً هو 49 = 7 × 7
عدد حروف ا ل هـ قبل وبعد (الله) تشكل عدداً هو 21 = 7 × 3
وهنا نطرح التساؤل التالي لكل مُلحدٍ يظنّ أن القرآن ليس من عند الله تعالى:
هل يمكن لأعظم مؤلِّف في العالم أن يتحدث عن نفسه بجملة واحدة ويجعل عدد حروف اسمه فيها 7، وتكرار هذه الحروف من مضاعفات 7، وتوزعها من مضاعفات 7×7×7×7، ثم يجعل تكرار الكلمات قبل وبعد اسمه من مضاعفات 7، وتكرار الحروف قبل وبعد اسمه 7×7، و تكرار حروف اسمه قبل وبعد هذا الاسم من مضاعفات 7؟؟
هذا بالنسبة لجملة واحدة تتألف من بضع كلمات ، فكيف لو طلبنا من البشر أن يأتوا بكتاب يحوي أكثر من سبعين ألف كلمة كالقرآن؟؟؟
وصدق الله تعالى القائل: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(الإسراء:88).
القــرآن لم يُحرّف...
ماذا يحدث لو أن أحداً فكّر أن يضيف أو يحذف حرفاً واحداً من القرآن الكريم على مدى الأربعة عشر قرناً، أي منذ نزول القرآن وحتى يومنا هذا؟ لا نبالغ إذا قلنا بأن البناء العددي للقرآن سينهار بالكامل!! وسوف نُثبت ذلك بلغة الرقم القوية. ونبدأ بأول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)، ونتأمل هذا البناء السّباعي الرائع، وكيف أنه يختفي تماما لو أضفنا حرفاً واحداً!
1 - حروف الآية: لو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية الكريمة نجد عدداً من مضاعفات السبعة: بِسْمِ (3) حروف، اللَّهِ (4) حروف، الرَّحْمَنِ (6) حروف، الرَّحِيمِ (6) حروف .
إذا قرأنا هذ الأرقام كما هي نجد العدد (6643) ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة، فهو يساوي (7 × 949 ). إذن العدد الذي يمثل حروف الآية مصفوفاً يقبل القسمة على 7 .
2- أول كلمة وآخر كلمة: هنالك تناسب عددي مع الرقم 7 لحروف أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية . فأول كلمة في الآية هي: (بِسْمِ) وعدد حروفها (3)، أما آخر كلمة في هذه الآية فهي (الرَّحِيمِ) وعدد حروفها (6)، وبصف هذين الرقمين نجد العدد (63)، وهو من مضاعفات الرقم سبعة (63=7×9).
طبعاً من السهل أن يأتي من يقول إن هذه مصادفة، فقد نجد في كتاب ما نصّاً إذا كتبنا حروفه بهذه الطريقة قد يعطي عدداً من مضاعفات السبعة. وإذا بحثنا أكثر فمن المحتمل أن نجد نصاً تتناسب فيه حروف أول كلمة وآخر كلمة مع الرقم سبعة.
ولكن السؤال: هل يمكن أن نجد النظام ذاته مع حروف اسم مؤلف هذا الكتاب؟ لنقرأ ثم نحكُم.
3- حروف اسم (الله) في الآية: إذا أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من حروف اسم (الله)، أي الألف واللام والهاء نجد عددا من مضاعفات الرقم سبعة . لنتأمل :
بِسْمِ: هذه الكلمة ليس فيها شيء من حروف الجلالة لذلك تأخذ الصفر (0) .
اللَّهِ: هذه الكلمة عدد حروف ا،ل،هـ فيها هو أربعة لذلك تأخذ الرقم (4) .
الرَّحْمَنِ: هذه الكلمة تحوي حرفين من اسم (الله) - الألف واللام - أي تأخذ الرقم (2) .
الرَّحِيمِ: هذه الكلمة تحوي حرفين من اسم (الله) - الألف واللام - أي تأخذ الرقم (2) .
العدد الذي يمثل توزع أحرف اسم (الله) في كتاب الله هو (2240) وهو من مضاعفات السبعة.
إذن حروف الآية جاءت متناسبة مع الرقم 7 ، وحروف أول كلمة وآخر كلمة جاءت متناسبة مع الرقم 7، وحروف اسم (الله) جاءت متناسبة مع الرقم 7 أيضاً. ولكن هل هذا كل شيء ؟
إن النظام العجيب لايقتصر على حروف محددة، إنما جميع حروف الآية جاءت بنظام مُحكم. فإذا ما أخذنا تكرار كل حروف الآية وجدنا عدداً من مضاعفات السبعة مرتين، وإذا ما أخذنا نِسب التكرار هذه وجدنا عدداً من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً. لننظر إلى هذا التناسب .
6- تكرار حروف الآية: لو تأملنا في هذه الآية العظيمة نجد أن الله تعالت قدرته قد بناها من عشرة أحرف أبجدية منها ما تكرّر ومنها مالم يتكرّر. فأكثر الحروف تكراراً في الآية هو حرف اللام وقد تكرر (4) مرات، ويليه حرف الألف الذي تكرر (3) مرات، ومثله حرف الميم (3) مرات، ثم حرف الراء تكرر مرتين (2)، ومثله حرف الحاء مرتين (2)، ثم حرف الباء (1) مرة واحدة، السين مرة (1)، الهاء مرة (1)، الباء مرة (1)، النون مرة (1)، الياء مرة واحدة (1).
والسؤال الآن: ما علاقة هذه التكرارات بالرقم سبعة؟
إن العدد الذي يمثل تكرار جميع حروف الآية مصفوفاً تبعاً للأكثر تكراراً هو: ( 4 3 3 2 2 1 1 1 1 1 )، هذا العدد الضخم من مضاعفات السبعة مرتين، أي أنه يقبل القسمة على 7 مرتين، فهو يساوي:
4 3 3 2 2 1 1 1 1 1 = 7 × 7 × 22675966
ولكي نستيقن بصدق هذه الحقيقة الرقمية، نقرأ ما يلي:
7- تكرار أرقام الآية: رأينا كيف تتكرر الحروف ولكن ماذا عن الأرقام ؟ في التكرارات السابقة نلاحظ أن الرقم واحد تكرر (5) مرات، والرقم اثنان تكرر (2) مرتين، والرقم ثلاثة تكرر (2) مرتين، والرقم أربعة تكرر (1) مرة واحدة .وعند صفّ هذه الأرقام نحصل على عدد هو: (1225)، المذهل في هذا العدد أنه من مضاعفات السبعة مرتين:
1225 = 7 × 7 × 25
والآن لنفرض أن أحداً ما أراد أن يحرف هذه الآية بطريقة ذكية ، فأضاف حرفاً واحداً فقط لكلمة (بسم) . فكتب هذه الكلمة هكذا (باسم)! مع أن هذا الحرف لن يغيّر المعنى أو اللفظ ولن يخلّ بالجانب اللغوي والبلاغي، إلا أنه سوف يؤدي إلى انهيار البناء الرقمي للآية !!
سوف تُكتب الآية المحرفة كما يلي : (بِاسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). وسوف يصبح عدد حروف الكلمة الأولى 4 بدلاً من 3، وتأمل معي كيف أن الأعداد الجديدة لم تعد من مضاعفات السبعة:
• عدد الحروف مصفوفاً: 6644 ليس من مضاعفات الرقم 7 .
• حروف أول كلمة وآخر كلمة: 64 ليس من مضاعفات الرقم 7 .
• حروف اسم (الله) مصفوفاً: 2241 ليس من مضاعفات الرقم 7 .
• تكرار جميع الحروف:1111122344 ليس من مضاعفات الرقم 7.
• نسب تكرار جميع الحروف: 2125 ليس من مضاعفات الرقم 7 .
وسبحان الله... حرف واحد أضفناه للآية فأحدث خللاً في بنائها الرقمي، فكيف لو حُرّف القرآن كلّه، فهل يبقى من هذا البناء شيء؟
إنه الله الذي حفظ كتابه من أي تحريف أو تبديل أوتغيير، إنه القائل عن هذا القرآن: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) (الحِجر:9). والآن سوف نرى من خلال هذه الآية العظيمة أن الله تعالى قد بنى حروفها بشكل مُحكَم. وبما أن الآية مميّزة وتتحدث عن الذّكر وهو القرآن، فإن الحروف المميزة التي في أوائل سور تتجلّى في هذه الآية بنظام عجيب وفريد، يدلّ على عَظَمَة منزّل القرآن!
الله حفِظ كتابه
يقول تعالى في محكم الذكر: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) (الحجر:9)، في هذه الآية تناسقات مذهلة مع الرقم سبعة الذي يمثل أساس بناء القرآن، ومع الرقم 23 الذي يمثل عدد سنوات نزول القرآن.
1- حروف الآية: إن عدد حروف هذه الآية هو (28) حرفاً بعدد الأحرف الأبجدية للقرآن، وهذا العدد من مضاعفات السبعة (28=7×4).
2- عدد الحروف مصفوفاً: إذا قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية كما كُتبت في كتاب الله تعالى وصَفَفنا الأرقام نجد:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 3 5 5 1 3 2 6
العدد : (62315533) من مضاعفات الرقم 7. بل أكثر من ذلك هو من مضاعفات العدد 23 عدد سنوات الوحي، ويمكن أن نكتب:
62315533 = 7 × 23 × 387053
وسبحان الله ... آية تتحدث عن حفظ الله للقرآن، ويأتي مجموع حروفها 28 مساوياً لعدد حروف الهجاء للقرآن، ويأتي مصفوف حروفها متناسباً مع عدد سنوات نزول القرآن!!!
وإني لأعجب من كل من ينادي بالمصادفة، فأي مصادفة هذه التي يتحدثون عنها!!؟؟
3- حروف أول كلمة وآخر كلمة: (إِنَّا) هي أول كلمة في الآية ، وعدد حروفها (3) ، أما آخر كلمة في الآية فهي (لَحَفِظُونَ) وعدد حروفها (6). وعند ضمّ هذين الرقمين يتشكل العدد (63) وهو من مضاعفات السبعة أيضاً.
4- الحروف المميّزة في الآية: في القرآن الكريم حروف نجدها في أوائل بعض السور، مثل (الم) و (المص) و (الر)....، عدد هذه الحروف عدا المكرر هو (14) حرفاً، وذا العدد من مضاعفات السبعة !
والعجيب أن الآية التي نتدبرها الآن تحتوي على سبعة أحرف مميزة وهي: (ا، ن، ح، ل، ك ، ر، هـ). والأكثر عجباً أن هذه الأحرف السبعة توزعت على كلمات الآية بنظام يقوم على الرقم سبعة!!! لنتأمل هذ الحقيقة .
5-توزع الحروف المميّزة: لو أخرجنا من كل كلمة من كلمات الآية ما تحويه من أحرف مميزة فسوف نجد:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 3 4 4 0 3 2 3
إن العدد الذي يمثل توزع الحروف المميزة في الآية مصفوفاً هو (32304433)، هذا العدد من مضاعفات السبعة.
6 -الكلمات المميزة في الآية: في هذه الآية الكريمة يوجد سبع كلمات تحوي حروفاً مميزة ، وهي جميع كلمات الآية عدا واو العطف، لأن حرف الواو ليس من الحروف الواردة في أوائل السور. ولكن السؤال : هل يمكن لهذه الكلمات السبع أن تتوزع بشكل يتوافق مع الرقم 7 كما رأينا مع الأحرف المميزة؟
7-توزع الكلمات المميزة: إن الله تعالى رتب هذه الكلمات بتناسق سباعي عجيب، لنعبر عن الكلمة التي تخوي حروفاً مميزة بالرقم واحد، والكلمة التي لا تحوي حروفاً مميزة بالرقم صفر:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
1 1 1 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات المميزة في الآية هو من مضاعفات الرقم 7، لنتأكد من ذلك بلغة الأرقام:
11101111 = 7 × 1585873
إن هذا العدد أيضا من مضاعفات الـ 23 "عدد سنوات النزول"، ونكتب من جديد:
11101111 = 7 × 23 ×68951
وتأمل معي كيف أن الآية التي تحدثت عن حفظ القرآن جاء توزع كلماتها المميزة متناسباً مع سنوات نزول القرآن الثلاثة والعشرين!!
بقي شيء مهم في هذه الآية العظيمة و هو أن كلمة (لحافظون) قد رُسمت في القرآن من دون ألف هكذا (لَحَفِظُونَ)، وتأمل معي أخي الحبيب لو أن هذه الكلمة رُسمت بطريقة أخرى ، فهل يبقى من هذا البناء الإلهي شيء ؟
وهذه النتيجة تؤكد أن للقرآن رسماً مميّزاً يناسب البناء المبهر لحروفه وكلماته، وأن هذه الطريقة في كتابة كلمات القرآن فيها معجزة رقمية، وأن الله تعالى حفظ كتابه من التحريف لفظاً ورسماً.
نتائج البحث ووجه الإعجاز
ذكرنا في بداية هذا البحث ضرورة الالتزام بضوابط علمية وشرعية حتى يطمئن القلب لنتائج ذلك البحث. وسوف نلخّص الآن أهم النتائج التي توصّلنا إليها في بحثنا هذا، وأن هذه النتائج تمثل معجزة حقيقية لا يمكن لأحد أن يصنع مثلها. وهنا يتجلّى وجه الإعجاز في هذه النتائج من خلال النقاط التالية:
1 – لا مصادفة في كتاب الله! من خلال المثال الذي قدمناه في قوله تعالى : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) ، هذا النص الكريم يتحدث عن الله تعالى، لذلك ارتبطت جميع التناسقات العددية مع حروف اسم (الله) جلّ وعلا. رأينا في هذه النتائج العددية عشر عمليات قسمة على 7، وإن احتمال أن تكون هذه العمليات الرياضية قد جاءت بالمصادفة هو: (1/7×7×7×7×7×7×7×7×7×7)، وهذا الاحتمال يساوي أقل من واحد على مئتين وثمانين مليوناً ، فهل يمكن لإنسان عاقل أن يعتقد باحتمال ضئيل كهذا؟!! إذن القرآن الكريم كتاب معجزات وليس كتاب مصادفات.
2- كتاب الله لم يحرّف! أما عندما تناولنا أول آية من كتاب الله عز وجل: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، والتي نجد فيها ثلاثة أسماء لله، رأينا توافقات عددية مرتبطة بهذه الأسماء الكريمة. ورأينا بأنه لو حدث تحريف لهذه الآية، فإن النظام الرقمي لحروفها وكلماتها سوف يزول ويختفي، إذن وجود بناء رقمي مُحكَم في آيات القرآن المبين هو دليل مادي وعلمي على أن القرآن هو كتاب الله ، وأن الله لم يكن ليسمح ليد أحد من خلقه أن تمسّ كتابه بأي تحريف أو تزوير أو تحوير.
3 - في رسم القرآن معجزة! ولكن عندما كان الحديث عن القرآن وحفظه من التحريف في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ)، رأينا حقائق عددية ترتبط بعدد حروف أبجدية القرآن، وعدد سنوات نزول القرآن، وكذلك جاءت التناسقات مرتبطة مع الحروف المميزة في أوائل سور القرآن، والتي هي من دلائل إعجاز القرآن.
ولو أضفنا حرف الألف لكلمة (لَحَفِظُونَ)، لاختلت هذه التناسقات، أليس في هذا الدليل الرياضي على أن الله تعالى قد ألهم المسلمين وكَتَبَة الوحي أن يكتبوا القرآن بالرسم العثماني الذي نراه اليوم، وذلك ليدلّنا على أن القرآن قد وصلنا سالماً من أي تبديل؟ وأنه لايجوز تغيير رسمه، لأن هذا الرسم معجز فالقرآن لايمكن لأحد أن يأتي بمثل لغته وبيانه وعلومه وعدد حروفه وكلماته وحتى أرقامه، وما النظام الرقمي الذي أدركناه في هذا البحث إلا جزء من أسرار المصحف الشريف.
4-كل آية معجزة! إن التنوع والتعدد في بناء كل آية، وتوافق الإعجاز البياني مع الإعجاز الرقمي، يزيد المعجزة بهاءً وعظمةً وإبهاراً. فالآية التي تتحدث عن الله تجد فيها نظاماً مذهلاً لحروف اسم (الله)!
وعندما نتأمل آية تتحدث عن أسماء الله نجد في تكرار كلماتها حضوراً لعدد أسماء الله الحسنى، ونجد في ترتيب حروفها بناءً محكماً لحروف أسماء الله
والآية التي تتحدث عن القرآن ترى فيها تناسقاًعجيباً للحروف المميّزة في القرآن، وتناسباً مع عدد سنوات نزول القرآن!
وهذا يؤكد وجهاً جديداً من وجوه الإعجاز، وهو تنوع الأنظمة الرقمية، وتوافق هذه الأنظمة مع المعنى اللغوي للآية. فكما أن ألوان البلاغة القرآنية تتعدد كذلك الأبنية الرقمية تتعدد.
ولو أن القرآن لا يحوي إلا نظاماً رقمياً واحدا لجميع آياته، إذن لم يبق من الإعجاز شيء للأجيال القادمة، ولتوقفت معجزة القرآن الخالدة، لذلك مهما بحثنا في كتاب الله، نجد مزيداً من المعجزات، ويبقى هنالك المزيد من الأسرار تصديقاً لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنَا في الآفاقِ وفي أََنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ).
5- القرآن كتاب عالميّ! إن وجود لغة الأرقام في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً دليل على أن القرآن يخاطب كل البشر، فلغة الأرقام لغة عالمية يفهمها جميع الناس.
كما أن وجود هذه السلاسل الرقمية الرائعة، ونسب التكرارات للحروف، ونظام توزع الكلمات والحروف، والتي رأينا قليلاً منها في هذا البحث، دليل على السبق الرياضي للقرآن في علم الإحصاء والسلاسل الحسابية. بكلمة أخرى: القرآن لايقتصر إعجازه على اللغة والتشريع والطب والفلك والتاريخ..... ، بل هو معجز من الناحية الرياضية والرقمية أيضاً.
خاتمة
في ختام هذا البحث الذي يمثل بداية لعلم ناشئ، يجدر بنا أن نتأمل الحقائق اليقينيّة الواردة فيه قبل أن نحكم عليها، ويجب أن أعترف بأن رشاد خليفة وبدعته البهائية والتي استغل فيها الأرقام القرآنية لغاية في نفسه، قد تركت أثراً سلبياً تجاه هذا العلم.
لذلك أتمنى من علمائنا الأجلاّء ومن السادة القراء ألا تكون الأخطاء والانحرافات التي رأيناها من أمثال هذا الرجل حاجزاً أمام رؤية الحق، بل ينبغي على كل مُنْصِف أن يفرّق بين الحقّ والباطل، فقد يجعل الله في بحث كهذا الخير الكثير.
وقد منّ الله علينا بكشف بدايات هذه المعجزة، ولايزال هنالك الكثير لنكتشفه. فقد قمنا من خلال هذا البحث بكشف بعض أسرار رسم كلمات القرآن، ولكن اللفظ له معجزة وأسرار! وهذا ما أتمنى أن يكشفه المولى جل وعلا على عبد من عباده.
وكذلك أرجو من كل مؤمن رضي بالقرآن إماماً ونوراً وشفيعاً له أمام الله تعالى، أن يساهم في تعريف الناس بمعجزات القرآن، فمن أحبّ أن يقدم له القرآن شيئاً في الآخرة، فيجب عليه أن يقدم شيئاً للقرآن في الدنيا.
هذا وإننا اليوم بحاجة لمثل هذه الأبحاث ليرى فيها البرهان القاطع كل من لديه شك أو ريْب من غير المسلمين ، ولكل من أحبّ أن يدرك شيئاً من عظمة القرآن من المسلمين، بأن القرآن كتاب الله تعالى.
ونسأل الله العليّ القدير أن يُلهمنا الصّدق والصّواب، وأن يجعلَ كلّ حرفٍ في هذا البحث خالصاً ابتغاء وجهه الكريم، وأن يجنّبنا مزالق الهوى ومتاهات الضلال، إنه سميع مجيب قريب...
(رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
المراجع المعتمدة
1- القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني (مصحف المدينة المنوّرة).
2- موسوعة الإعجاز الرقمي للمؤلف.
كلمة لابد منها
عزيزي القارئ! هذا ما منّ الله به علينا من فتح في الإعجاز العددي، فإن كان فيه الحق والصواب فمن الله عز وجل، وإن كان فيه من خطأ أو زلل فمن نفسي ، وأنزّه كتاب الله تبارك وتعالى عن الخطأ أوالنقص أو العيب.
لذلك نأمل من كل من يقرأهذا البحث الذي يُعرض لأول مرة في العالم من خلال هذا الموقع المبارك، ألا يبخل علينا بملاحظة أو تساؤل أو انتقاد أو فكرة جديدة، بشكل يغني البحث، ولنتعاون معاً على ما أمرنا به ربنا سبحابه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2).
رأي فضيلة الدكتور شوقي أبو خليل في البحث
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
المؤلف: م. عبد الدائم الكحيل
kaheel7@yahoo.com
kaheel7@hotmail.com
جميع حقوق الموقع محفوظة
لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
www.55a.net
تعليقات
إرسال تعليق